[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
"البقاء
للأقوى والأصلح".. قانون يحكم مملكة الحيوان منذ قديم الأزل؛ فالقوي يأكل
الضعيف، بينما الضعيف يحاول بشتى الطرق تجنب الكائنات المفترسة، في سعيه
نحو البحث عن الطعام، وكذلك البحث عن شريك للتزاوج، وهي الصفات الثلاث
اللازمة لكل كائن حي من أجل البقاء والمعروفة باسم "الثلاث صفات الكبرى"
طبقا لنظرية النشوء والارتقاء والتطور لداروين، ولكن السؤال هنا، كيف
تتجنب الأفراد الكائنات المفترسة لتزداد أسهمها في البقاء حية، ومن ثم
التكاثر والتناسل؟!!
في حقيقة الأمر، حبا الله بعض الحيوانات بمزايا خاصة تكفل لها بحثا آمنا
عن الطعام، وفي الوقت نفسه عدم وقوعها فريسة في فم حيوان جائع آخر، ويعد
"التخفي الطبيعي" واحدا من أكثر الوسائل ذيوعاً وانتشاراً، وهو يتمثل في
قابلية الحيوان على التخفي عن أعين الكائنات المفترسة، بل وأيضاً عن
الفريسة التي يوشك أن يقتنصها، أي أنها تساعد على البقاء واقتناص الفرائس
في آن واحد!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وسنتعرض سوياً لبعض الحيوانات التي تُغير من أساليب تخفيها طبقاً لتغير
بيئتها المحيطة. وفي المقابل، سنرى كائنات أخرى لا تتخفى على الإطلاق،
وإنما تظهر في حُلة مهيبة تبث الرعب في نفوس الكائنات الأخرى، أو تظهر
كشيء غير مثير للاهتمام، فلا تلبث الكائنات المفترسة أن تعرض عنها، وغيرها
من آليات التخفي الأخرى. مع الأخذ في الاعتبار عوامل عديدة تتعلق بالتخفي
الطبيعي عند الحيوانات، منها أن لكل كائن طريقته الخاصة في التخفي؛
فالحيوانات ذات الفراء يختلف أسلوب تخفيها عن الحيوانات التي تتأرجح على
الأشجار، أو التي تسكن أعماق المحيطات والبحار، وذلك تبعاً لبنية ووظائف
أعضاء الفريسة والكائن المفترس على حد سواء، ولا يلجأ أي حيوان إلى التخفي
بوسيلة ما لا تساعده على البقاء حياً، فعلى سبيل المثال، ليس هناك جدوى من
أن يلجأ الحيوان إلى تغيير لونه بلون بيئته المحيطة، طالما كان عدوه
الطبيعي "أعمى الألوان" أو لا يميز الألوان!!
كلمة السر.. الاندماج مع البيئة!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعد "الاندماج الكامل مع البيئة المحيطة" واحدا من أكثر الوسائل فاعلية في
التخفي، والتي يلجأ إليها معظم الحيوانات، منها الغزلان والسناجب وأيضاً
القنافذ، وغيرها من الحيوانات الأخرى ذات الألوان "البُنيّة" التي تتشابه
مع لون تربة الغابات وأغصان الأشجار. وبالمثل، نجد أن الدلافين وأسماك
القرش وبعض الأسماك الأخرى، تملك لوناً أزرق مائلا للرمادية، يساعدهم على
الاندماج مع بيئة المياه الزرقاء الصافية..
ولكن السؤال الآن، كيف تستطيع الحيوانات أن تُغير من لونها؟!!
تُغير الحيوانات من لونها بطريقتين مختلفتين، أولاهما عبر "البيوكرومات"
وهي مركبات متناهية الصغر ذات طبيعة صبغية تغطي جسد الحيوان، وهي المسؤولة
عن إضفاء الألوان كيميائياً، ولتقريب المفهوم، تقوم تلك الأصباغ بامتصاص
بعض ألوان الضوء وعكس البعض الآخر. أما الطريقة الثانية، فتتم عبر مركبات
فيزيائية متناهية الصغر بدورها، تعمل عمل المنشور الضوئي الذي يقوم بتشتيت
الضوء المرئي، مما يؤدي إلى انعكاس خليط معين من الألوان، وهي الطريقة
الشائعة لدى "الدب القطبي"؛ حيث إن لون جلده الطبيعي أسود، ولكنه يبدو
للعيان أبيض بسبب شفافية الشعر الذي يغطي الجلد؛ فعندما يسقط الضوء على
الشعر الشفاف، تقوم كل شعرة بكسر وتشتيت الضوء مما يجعله يظهر باللون
الأبيض المعتاد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولا يمكن إغفال أن هناك بعض الحيوانات مثل الزواحف والبرمائيات والأسماك،
تقوم بتغيير لونها بالطريقتين سالفتي الذكر، عبر طبقة من الجلد صفراء
اللون، وطبقة أخرى تقوم بتشتيت وكسر الضوء لتعكس اللون الأزرق.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مع ملاحظة أن مكان تغيير اللون يختلف تبعاً لتركيب وبنية أعضاء الكائن
الحي، فمعظم الثدييات يتغير لون فرائها لأنه الطبقة الخارجية التي تغلف
الجسم، بينما يتغير لون قشور الزواحف والبرمائيات والأسماك، وفي المقابل،
نجد أن الريش هو الذي يتغير لونه عند الطيور، وفي الحشرات الهيكل الخارجي
و...